عناصرها موجودون بالإمارات والجزائر.. الشرطة الإسبانية تُفكك شبكة دولية للاتجار في البشر كانت تهرب البنغلادشيين عبر المغرب
أعلنت الشرطة الوطنية الإسبانية عن تفكيك واحدة من أكثر شبكات الهجرة غير النظامية العابرة للحدود تعقيدا وقسوة، والتي احترفت عمليات الاتجار في البشر من خلال تهريب المهاجرين من بنغلاديش ودول إفريقيا جنوب الصحراء إلى إسبانيا عبر المغرب، متخذة من عدة دول فروعا لها بما في ذلك الجزائر والإمارات العربية المتحدة باعتبارها نقط عبور للمرشحين الآسيويين، وهي نفسها الشبكة التي تسببت في كارثة سنة 2019.
وتأتي هذه العملية في إطار تعاون أمني دولي واسع شاركت فيه السلطات المغربية وكان قد أدى إلى تفكيك الفرع المغربي من الشبكة، قبل أن تُعلن مدريد اليوم سقوط الفرع الإسباني باعتقال 3 أشخاص واحد منهم في العاصمة واثنان بمدينة أليكانتي، والذين كانوا يعملون على عمليات تهريب معقدة للبشر تستمر لأكثر من سنة، تُكلف كل مرشح 12 ألف يورو في المتوسط، وهو الأمر الذي مكن أفرادها من جني ملايين اليوروهات.
وينتشر عناصر المنظمة الإجرامية في بنغلاديش والهند والإمارات ومالي والجزائر والمغرب، وهي كلها مسارات محتملة لوصول المهاجرين في نهاية المطاف إلى إسبانيا، وقبل عبورهم المياه المتوسطية كانوا يستقرون في مدن طنجة وفاس والرباط ثم يمتطون زوارق غير صالحة للاستخدام من أجل الوصول إلى الضفة الأخرى انطلاقا من السواحل المغربية، ويُكلفهم هذا الجزء وحده من العملية 5000 يورو، وفق ما كشف عنه تقرير للشرطة الوطنية الإسبانية.
وفي 26 نونبر 2019 كانت هذه الشبكة قد نظمت رحلة للهجرة غير النظامية انطلقت من مدينة الناظور مستخدمة زورقا متهالكا، وعندما اعترض بعض المرشحين على الأمر قام أفرادها بإجبارهم على الركوب بعد أن انهالوا عليهم ضربا بالعصي وهددوهم بواسطة سكاكين، وخلال الرحلة توقف الزورق في عرض البحر بعد أن تعطل محركه ليشرع في الغرق، الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى وفاة العشرات من المهاجرين الأفارقة والآسيويين.
وكان زعيم الشبكة قد فر من إسبانيا إلى المغرب ثم إلى دبي عقب هذه الفاجعة، وظل مختفيا عن أعين الشرطة قبل أن يتم تحديد موقعه في أكتوبر من هذه السنة، وهو الأمر الذي أدى إلى إتمام التحقيقات بخصوص أنشطة المنظمة وانتشار باقي عناصرها وخاصة الرؤوس المدبرة.